العمى
Blindness
العمى هو الضعف الشديد في حدة الإبصار.يوجد العديد من المقاييس لتعريف العمى. فالعمى الكامل هو عدم القدرة على رؤية الضوء. التعريف القانوني للعمى المعترف به في الولايات المتحدة و العديد من دول العالم و الموضوع من قبل الجمعية الطبية الأمريكية هو أن تكون حدة الإبصار المركزية 6/60 أو اقل في العين الأحسن باستعمال النظارة الطبية أو أن تكون حدة الإبصار أحسن من 6/60 مع وجود تقلص في مجال الإبصار الخارجي بحيث أن أوسع زاوية لمجال الإبصار في العين الأحسن لا تزيد عن 20 درجة.
طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية, مازال مرض المياه البيضاء (الكتاركتا) يتصدر قائمة أسباب العمى في الكثير من دول العالم فيما عدا الدول المتقدمة. الأسباب الأخرى للعمى تشمل مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما), عتامات القرنية, التراكوما, عمى الأطفال و onchocerciasis.
الأسباب الأكثر أهمية في الدول المتقدمة هي تأثر الشبكية بمرض البول السكري و الـ ARMD.
أسباب العمى وطرق الوقاية والعلاج
1. الإصابات :
تتسب الإصابات الشديدة وخاصة التى يتسبب بها دخول أجسام غريبة داخل العين فى كثير من حالات العمى خاصة فى الفئة العمرية من 20/40 سنة.
الوقاية فى مثل هذه الحالات تكون عن طريق إتباع تعليمات الأمان الخاصة بكل عمر مثل لبس النظارات الواقية واستخدام الأدوات المناسبة والصحيحة فى العمل ، أما العلاج فيكون حسب نوع الإصابة والجزء المصاب بالعين.
فى حالة دخول مادة كاوية داخل العين يتم غسل العين فوراً بكمية وافرة من المياه لمدة لا تقل عن عشرون دقيقة.
فى جميع الأحوال يتم تحويل الحالة إلى مستشفى العيون لكى يتم تقدير الموقف ووصف العلاج المناسب.
2. عتامات القرنية:
سبب رئيسى للعمى فى دول العالم الثالث والتى مازالت الأرماد تلعب دوراً رئيسياً فى هذا الأمر خاصة بين الأطفال، فمرض التراكوما ما زال متوطناً بكثير من الدول ويصيب الكثير من الناس وينتج عن مضاعفاته عتامات بالقرنية مما يؤثر سلباً على قوة الإبصار.
الوقاية تكون بأتباع الإرشادات الصحية مثل غسيل اليدين ومنع الذباب من الوقوف على عيون الأطفال والعلاج يكون عن طريق أعطاء المضادات الحيوية اللازمة لفترة كافية للتأكد من الشفاء التام، خطورة هذا المرض تكون فى توطنه فى الأماكن الفقيرة البعيدة عن المدينة والوسائل الصحية الأساسية.
3. المياه البيضاء (الكتاركتا):
ما زالت تشكل نسبة عالية من أسباب العمى التى يمكن علاجها فى دول العالم النامى ، حتى الآن لا تعرف أسباب المياه البيضاء وأن كان للأشعة فوق البنفسجية دور فى تكوين المياه البيضاء.
علاج المياه البيضاء هو عن طريق الجراحة ولا يوجد علاج طبى لمنع أو وقف أو تأخير المرض.
عملية المياه البيضاء يتم فيها استبدال العدسة المعتمة داخل العين بأخرى اصطناعية وتتم عن طريق جراحة حديثة باستخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة وشفطها، المشكلة فى الدول النامية هى ذات شقين: الأول تواجد الكوادر المدربة على هذه العملية من أطباء ومساعدين والشق الثانى مادى هو توافر الإمكانيات مثل غرف العمليات والأجهزة الطبية ومستلزمات العملية.
عملية المياه البيضاء هى أكثر العمليات شيوعاً فى طب وجراحة العين والحاجة إليها فى تزايد مستمر نتيجة لازدياد الأعداء المحتاجة إليها.
4. المياه الزرقاء (الجلوكوما):
الجلوكوما هى ارتفاع ضغط العين أعلى من المعدل الطبيعى مما يسبب تلف فى أنسجة العصب البصرى وينتج عن ذلك فقد أجزاء من مجال الإبصار ، وإذا لم يعالج المرض مبكراً ينتج عنه تلفاً كلياً فى العصب البصرى وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.
مرض الجلوكوما يسمى عند بعض الشعوب المياه السوداء أو الزرقاء وهى تسمية خاطئة فلا يوجد مياه زرقاء أو سوداء بالعين تحافظ العين على ضغطها الطبيعى من خلال توازن دقيق بين كمية السائل المفرز داخل العين وكمية تصريفه خارج العين، وفى حالة وجود صعوبة فى تصريف السائل فيرتفع الضغط ويؤثر على العصب البصرى.
التشخيص المبكر لمرض الجلوكوما مهم جداً لمنع المضاعفات فمن خلال العلاج الطبى بالقطرات أو العلاج بالليزر SLT أو العلاج الجراحى يتم الحفاظ على ضغط العين وبالتالى المحافظة على النظر الموجود وليس الهدف من العلاج هو إعادة النظر.
5. ضمور الخلايا المركزية للشبكية :
وهو مرض يصيب كبار السن ولذلك نجده فى المجتمعات التى يتزايد بها الأعمار مثل الدول الصناعية والدول المتقدمة.
هذا المرض ينقسم إلى نوعين: النوع الأول هو الأكثر شيوعاً وهو ضمور الخلايا الجاف Dry type of macular degeneration وفيه تضمر الخلايا المركزية للشبكية ويتسبب ذلك فى ضعف تدريجى بالإبصار ينتهى بفقد القدرة على الرؤية الواضحة بما فيها القراءة ومشاهدة التليفزيون ولكن يظل مجال الإبصار الجانبى سليماً.
والنوع الثانى هو النوع المصحوب بارتشاح ونزيف Wet type of macular degeneration وفيه يكون التشخيص عن طريق تصوير الشبكية بصبغة الفلورسين وأفضل طرق العلاج المتاحة حتى الآن هى الحقن داخل العين بمادة "الأفاستن" "Avastin" وهى بالفعل تؤدى إلى انحسار الارتشاح وضمور الأوعية المتسببة فيه ولكن تحتاج إلى إعادة الحقن مرات متعددة مع المتابعة المستمرة.
من هنا يتضح أن كثير من أسباب العمى يمكن تجنبها سواء بالإجراءات الوقائية أو المسارعة بالكشف الدقيق على العين والمسارعة بالعلاج المناسب