رسام العراق king zone
عدد الرسائل : 231 العمر : 38 الموقع : www.conceptart.org العمل/الترفيه : رسام الوحوش اعلام الدول : تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: هذه مقالة مهمة للاسباب المؤدية لهشاشة العظام من تأليف الاستاذ حسن الحسيني الأحد نوفمبر 09, 2008 11:22 am | |
| هشــــاشة العظــــــام
Osteoporosis هشاشة العظام مرض واسع الانتشار ، يجعل العظام هشة رقيقة ، قابلة للكسر إثر اصابة بســـيطة أو ضغط طفيف .
بداية لابد أن نعلم أن عظامنا ليست جمادا ، وإنما هى نسيج حى ، يجدد شبابه كل حين من خلال عمليات الهدم والبناء ، التى يقوم بها فريقان متعاونان ، وإن كانا متضادين فى عملهما .
فعظامنا تحتوى على نوعين من الخلايا : إحداهما هادمة وتسمى Osteoclasts وتقوم بعملية التخلص من العظام المتهالكة التى زحف عليها الشيب ، وأدركتها الشيخوخة ، وتفسح المجال لعظام جديدة شابة قوية تقوم بتكوينها الخلايا البانية وتسمى Osteoblasts ، وبذلك تظل عظامنا قوية متينة سليمة ، من خلال تلك المنظومة المتناغمة التى تحقق التوازن الدائم بين عمليتى الهدم والبناء، والتى يحكمها عوامل كثيرة.
وفى بعض الاحيان ، يحدث خلل فى تلك المنظومة الطبيعية ، فتفقد التناغم المطلوب فى عملها ، فبينما تهن الخلايا البانية وتتكاسل فى مهمتها ، نجد الخلايا الهادمة تؤدى عملها بهمة ودأب دون تراخ أو توان ، أى أن الهدم لايتبعه البناء بنفس الدرجة ، فتكون النتيجة عظاما هشة ضعيفة.
ومن المعروف أن هناك عوامل كثيرة مسئولة عن هذا الخلل منها الشيخوخة ، وانقطاع الطمث عند السيدات وما يتبع ذلك من نقص فى هورمون الاستروجين المعروف بدوره الفاعل فى سلامة العظام وقوتها ( ولذلك فإن هشاشة العظام تكون أكثر حدوثا فى النساء ). ومن هذه العوامل أيضا التدخين ، والاسراف فى تناول المشروبات الكحولية ، أو تلك الغنية بالكافيين كالقهوة والشاى ، وتعاطى بعض العقاقير مثل بعض أدوية الصرع ، والادوية المانعة للتجلط ، والكورتيزون (خاصة إذا أعطى بكميات كبيرة ، أو لفترات طويلة) ، أو وجود خلل فى افراز بعض الهورمونات مثل هورمون الغدة الدرقية ، أو القعود عن الحركة ، والرقاد لفترات طويلة ، كلها عوامل تشجع على حدوث الهشاشة
والعظام عند الأطفال تكون غضة لينة طرية ، ثم تكتسب قوة ومتانة وصلابة مع النمو عبر السنين ، وتصل العظام إلى أقصى درجة لها من القوة والصلابة فى العقد الرابع من العمر ، ويقدر متوسط العمر الذى تصل فيه كتلة العظام إلى ذروتها بنحو 35 سنة عند النساء و 40 سنة عند الرجال ، ثم تأخذ تدريجيا فى النقصان مع تقدم العمر. ويمكن تشبيه العظام بالبنك إذا ادخرت فيه مالا فى غناك ، وجدت ماتقيم به أودك عند الحاجة ، كذلك إذا كانت لك عظام قوية فى مراحل نموك الأولى ، فإنها تكون سندك عند هرمك ، وبالتالى تكون أقل عرضة للإصــابة بالهشـــــاشة.
ولكن دعنا نتساءل : هل هشاشة العظام مرض جديد ؟ إذ أن الحديث عن الهشاشة قد تزايد بدرجة طاغية فى السنوات الاخيرة حتى أصبح عفريتا يخشاه الناس . والحقيقة أن الهشاشة قد ازداد معدلها فعلا ، غير أن هذه الزيادة بعضها حقيقى ، وبعضها الاخر ظاهرى خادع.
فأما الزيادة الحقيقية فمردها إلى زيادة معدل العمر بين الناس نتيجة التقدم الصحى ، وطبيعة الحياة التى نعيشها ، والتى تتسم بقلة الحركة ، والعزوف عن الرياضة فى ظل توافر وسائل الراحة والرفاهية (كالسيارات والمصاعد الكهربائية وغيرها) ونوعية الطعام الذى نأكله ، والاقبال على الوجبات السريعة ، والتى تحتوى على نسبة كبيرة من الدهون ، وتفتقر الى الكالسيوم.
وأما الزيادة الظاهرية فترجع إلى استحداث وسائل جديدة لتشخيص المرض كما سنعرض لاحقا
وهى المنوط بها الاكتشاف المبكر لحالات الهشاشة و الذى لم يكن متاحا قبل اكتشافها
وهشاشة العظام تسمى باللص الصامت ، إذ أنها تسرق من العظام كتلتها دون أن تترك خلفها أثرا يدل عليها
فى كثير من الاحوال ، وإنما نعرف الهشاشة من عرضين اثنين :
1- ألم حاد غالبا ما يكون فى النصف السفلى من الظهر ، وذلك يرتبط بحدوث شرخ دقيق للغاية فى إحدى الفقرات الظهرية أو القطنية ، لايرى فى الأشعة العادية السينية ، ويحتاج إلى أشعة مقطعية لإظهاره
2- كســـر بالعظام الهشة ، يحدث من إصابة طفيفة للغاية ،كأن يتعثر المصاب فى طرف سجادة ، أو تزل قدمه على أرض مبللة ، وهناك ثلاثة أماكن تظهر فيها الهشاشة بصورة واضحة جلية ، ومن ثم تكون أكثر عرضة للكسور ،وهى عنق عظمة الفخذ ، وجسم الفقرات الظهرية أو القطنية ، والنهاية السفلى لعظمة الكعبرة عند الرسغ.
وهذا لايعنى أن ننتظر حتى يحدث كسر بالعظام ، أو شرخ دقيق يسبب ألما حادا مبرحا ، بل يجب أن نتوخى
الحذر ، ونستبق هذه الأعراض ، ونكتشف المرض عند بداياته ، بإحدى هذه الطرق التشخيصية :
1- الاشعة السينية ، ويعيبها أنها لاتظهر الهشاشة إلا فى مراحلها المتأخرة ، حين يصعب معها العلاج ، فمن المعروف أن العظام لاتظهر هشاشتها فى الاشعة إلا بعد أن تفقد ثلث كتلتها
2- مقياس امتصاص الاشعة (DEXA) وهو جهاز يعتمد على قياس كمية الاشعة بعد أن تمر خلال العظام ، فإذا كانت العظام هشة ، فإنها تسمح بمرور كمية أكبر من الاشعة ، وهذه هى الطريقة المثلى لقياس الهشاشة ، وتقدير كثافة العظام BMD) ) ، وهى طريقة آمنة تماما ، ودقيقة ، إذ أنها تقيس كثافة العظام فى الاماكن الأكثر عرضة للهشاشة وهى الفقرات القطنية ، وعنق عظمة الفخذ ، والرسغ. وهناك اتفاق على أن تخضع النساء بعد انقطاع الطمث لقياس كثافة العظام بهذه الطريقة ، حتى يمكن اكتشاف الهشاشة فى مرحلة مبكرة
3- دلالات الهشاشة الكيميائية الحيوية : وهذه الطريقة تعتمد على قياس مواد كيميائية فى الدم والبول ترتبط بنشاط عملية هدم العظام أو بنائها ، فمثلا يمكن معرفة زيادة بناء العظام عن طريق زيادة مادة الاوستيوكالسين Osteocalcin أو الفوسفاتيز القلوى Alkaline phosphatase فى الدم ، وكذلك يمكن معرفة ازدياد معدل هدم العظام إذا مازادت مادة الهيدروكسى برولين فى البول او مادة التيلوببتايد او ال(سى تى اكس) ، وتفيد هذه الدلالات فى متابعة التحسن الناجم عن استعمال أدوية الهشاشة
4- الموجات الصوتية : وتعتمد هذه الطريقة على قياس سرعة مرور الموجات الصوتية خلال العظام ، فإذا كانت العظام هشة ، فإن الموجات الصوتية تمر أسرع مما لو كانت العظام سليمة ، غير أن هذه الطريقة ليست دقيقة تماما
5- الاشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد ،والتصوير بالرنين المغناطيسى وتتميز عن الطرق السابقة فى أنها تحدد التغيرات التى تحدث فى البنية الداخلية للعظام كما و كيفا بمعنى أنها تظهر النقص فى كتلة العظام والخلل الذى يطرأ على تركيبة العظام
6- أخذ عينة من عظام الحوض لفحصها معمليا وهى طريقة غير عملية لانها طريقة تداخلية تعرض المريض للجراحة لتشخيص المرض
والمقولة الشهيرة (الوقاية خير من العلاج) تنطبق تماما على هشاشة العظام ، إذ أن الوقاية منها أسهل و أجدى ، إلا أنها يجب أن تبدأ فى سن مبكرة ، ويمكن تحقيق الوقاية من الهشاشة باتباع مايلى :
1- ممارسة الرياضة البدنية ، وخاصة الرياضة التى تجرى معاكسة للجاذبية الارضية مثل المشى الرياضى ، والعدو ، والتمرينات البدنية ، وألعاب الكرة ، فقد لوحظ أن رواد الفضاء الذين يقضون وقتا طويلا فى منطقة انعدام الجاذبية الارضية ، يتعرضون لنوبة حادة من الهشاشة
2- الطعام المتكامل المتوازن الذى يحتوى على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د ، وهى العناصر المهمة لتكوين العظام
3- الامتناع عن التدخين ، وتناول الكحوليات ، والاسراف فى احتساء القهوة والشاى والكولا
4- ينبغى الحذر عند الاستعمال الطويل لبعض العقاقير المعروفة بارتباطها بهشاشة العظام مثل الكورتيزون وبعض أدوية الصرع ومضادات التجلط ، إذ يجب على المريض أن يتناول معها علاجا للوقاية من الهشاشة
5- هناك بعض الأمراض التى يصاحبها هشاشة العظام مثل مرض الروماتويد حيث يكون المريض قليل الحركة أثناء نشاط المرض ، وقد يتعاطى الكورتيزون لفترات طويلة ، ولذلك قد يكون من المفيد أن يتناول فى نفس الوقت علاجا للهشاشة.
وأما عن علاج الهشاشة نفسها ، فهناك أدوية كثيرة ظهرت فى السنوات الأخيرة ، بعضها يعمل على تثبيط عملية هدم العظام ، وبعضها يعمد إلى تنشيط عملية البناء ، وهذه نبذة مختصرة عن هذه الأدوية:
1- كالسيتونين : وهو هورمون يفرز فى الجسم ، ويقوم بكبح جماح عملية هدم العظام ، حتى يعود التوازن المفقود بين الهدم والبناء ، والدواء موجود على هيئة حقن تعطى تحت الجلد ، أو فى العضل ، أو على هيئة بخاخة تستعمل عن طريق الأنف ، والنوع المشهور يسمى مياكالسيك ، ويتميز هذا العقار بأن له خاصية تسكين الألم الناتج عن الهشاشة بدرجة كبيرة
2- العلاج بالاحلال الهورمونى : ويقصد به إعطاء المرأة بعد انقطاع الطمث ، ونقصان هورمون الاستروجين ، ذلك الهورمون على هيئة أقراص أو لصقة جلدية ، لتعويض ذلك النقص الذى يؤثر على قوة العظام . غير أن هذا العلاج رغم مابه من فائدة مؤكدة على تقوية العظام ، فإن له آثارا جانبية خطيرة ، فقد ثبت أنه قد يزيد من حدوث سرطان الثدى والرحم ، ولذلك لم يعد يستخدم فى علاج الهشاشة .
3- الادوية الشبيهة بالاستروجين (SERM) : استطاع العلماء أن يستنبطوا دواء له فائدة الاستروجين على العظام حيث يقوم بتثبيط هدم العظام مما يقلل من الهشاشة ، دون أن يكون له الآثار الجانبية لهذا الهورمون. وأشهر هذه الأدوية يسمى (ايفستا)
4- الأدوية ثنائية الفوسفات : ولعلها من أنجح العقاقير المستخدمة حتى الآن ، وهى تقوم بتثبيط عملية الهدم بما يعيد التوازن المفقود للمنظومة الطبيعية ، ويقلل من الهشاشة ، وهى متوفرة على هيئة أقراص أو حقن ، وتعطى يوميا ، أو أسبوعيا ، أو سنويا . ومن أشهر هذه العقاقير : الندرونات (فوزاماكس) ، ريزدرونات (اكتونل) ، حامض الزوليدرونيك ( اكلستا) وى حقن تعطى كل سنة .
5- استرونشيم : وهو أحد العناصر المعدنية ، ويقوم بعملية تثبيط هدم العظام ، وفى نفس الوقت تنشيط البناء ، مما يكسبه فائدة مركبة ، وهو متوفر باسم (بروتيلس )على هيئة بودرة تذاب فى الماء ، وتعطى يوميا
6- هورمون الغدة الجاردرقية : رغم ان هذا الهورمون يزيد من هدم لعظام ، إلا أنه إذا أعطى بتركيز معين فإنه يحفز عملية بناء العظام بدرجة كبيرة ، وهو موجود على هيئة حقن تعطى يوميا تحت اسم (فورتيو) ، وقد لوحظ أن هذا الدواء يزيد من معدل الاصابة بسرطان العظام فى حيوانات التجارب ، لذلك فإن استعماله محفوف بمحاذير كثيرة.
حسن الحسيني أستاذ جراحة العظام كلية الطب، جامعة الاسكندرية، جمهورية مصر العربية
| |
|