الــحــب هــو الــحــزن
الحب هو الحزن ولكن في ثوب أنيق
...
سيد أشواقي طول غيابك أتعبني كثيراً
فالوجع إستوطن كل أوردتي
وأنفاسي ضاقت بها رئتي
فأسعفني بأنفاسِ حضورك
وإجلي ظلمة غربتي بتوهج نورك
...
لقد إفترقنا دون وداعٍ
كما إلتقينا دون سلام
فمن المدان فينا ومن الملام ..؟
...
كل الأشياء الجميلة دائماً تأتي
في مكان غير مكانها .. وزمان غير زمانها
والدليل هو .. أنتَ ..
...
لماذا .. منذ رحيلك
وأنا أحتسي الحزن
في أباريقٍ من حنين ..؟
...
سؤال حزين ينتابني في هذه اللحظة
أتراك تفكر بي في غيابك ..؟
كما شغلتَ عقلي وتفكيري
وماذا عساك تحدث نفسك به عني ..؟
وبماذا تحلم ..؟
وهل تذكر أو تحفظ شيء
من بعض حديث روحي لروحك ..؟
...
هناك نسبة وتناسب
بين حنيني وحزني
فكلما زاد حنيني إليكَ
زاد حزني عليكَ
...
على عتبات العمرِ يتكئُ الحنين
وأنتَ لازلتَ .. بدثار الصمت تتدثر ..!
...
كي أتنفسُكَ بعمق
لابد أن تكون رئتي موصولة بالشريان
وأليكَ وحدكَ .. ينتهي ذلك الشريان
فإمنحني بعض أنفاسك
...
كـكرة الثلج هو حلمي فيكَ
تبدأ صغيرة ثم تكبر .. وتكبر .. وتكبر ..
وهي تنزلق من قمة جبل الأشواق
حتى تصطدم بصخرة الواقع
فتتناثر أجزاء حلمي من حولي
...
لم أتصور يوماً
بأني سوف أتعدى معكَ
خطوط الواقع .. وأسبح معكَ في بحرِ الخيال
حتى كان غيابك
فأصبحتُ أناجي طيفكَ وأسامر خيالك
فأباحَ قلبكَ لي بما عجز عنه لسانك
وأخبرتني روحك عن كل أشيائك
...
في إبتعادكَ عني وغيابك
تتجلى قوة حضورك
فمهما إبتعدتَ
فأنا أحسُكَ قربي
تحادثني بصمت .. وتناجيني بسكون
أعواد الثقاب المبتلة .. لن تشتعل أبداً
وقد بلل غيابك أعواد أشواقي
فمتى يا عمري يجففها الحضور
...
لا تحزن عليَّ كثيراً
إن تاهت سفن أشواقي في بحر غيابك
فـكم من سفينة قبلي قد غرقت
وكم من سفينة بعدي قد إحترقت
...
خطواتُ رحيلكَ .. لازالت تبتعد
شيئاً فـشيئاً
وقلبي لازال ممسكاً بثياب القدر
يرتجيه أن يغير مسارك
...
منتصف البوح ومنتصف الهذيان
...
في هذه الليلة يكتمل إليكَ حنيني
كــإكتمال البدر في وجه السماء
ويزداد بيَ الجنون وتتسع هوة أحزاني
وما زلتُ مرتدياً عباءة الصبر
التي تمزقت و إهترأت أطرافها
فـأصبحت لا تقيني برد غيابك
فدثرني بحضورك
...
قمة المأساة أن أعشق رجل
نصفهُ من عذوبة ونصفهُ الآخر عذاب
نصفهُ من حقيقة ونصفهُ الآخر سراب
...
وجدتكَ رجلاً قد إمتلأت ذوقاً
و وجدتني أنثى محترقة شوقاً
...
سأجعلُ من قلبي ضريحاً
وأكتُب عليه .. هُنا نبضٌ ماتَ في زمنِ الغياب
بعد أن ظل دهراً متوسداً
عتبات الحنين
...
إذا حل المساء عليك
وداعبت نسائمهُ
خصلات شعركَ و وجنتيك
فتذكر عشقاً عميقاً
مِنهُ إبتدأ هذا الهوى
حتى إنتهى شوقاً إليك
...
حنيني إليكَ فراشة جميلة
وغيابكَ شمعة
فهل ستحترق هذه الفراشة
في تلك الشمعة ..؟